الأدوات الوظيفية (من الظاهر… ومن الخفي؟) الزاوية المُهملة - جزء من سلسلة "المراقب الصامت"

 

(من الظاهر… ومن الخفي؟)

الزاوية المُهملة - جزء من سلسلة "المراقب الصامت"


ليست كل يدٍ تتحرك تُمسك بالخيط.

وليس كل فاعل على الأرض… حر الإرادة.


في المشهد السياسي العالمي، هناك نوعان من اللاعبين:


1. صناع القرار الحقيقيون (في الظل).



2. المنفذون الواجهة (الوظيفيون).




أحيانًا الدولة نفسها تُصنع وظيفيًا.

تُمنح دورًا في مسرح لا تملك إضاءته، ولا سيناريوه.



---


الجماعات الجهادية: من صنيعة "الجهاد المُدجّن" إلى فوضى وظيفية


من أفغانستان إلى العراق وسوريا، تتكرر نفس البصمة:

ظهور مفاجئ.

تمويل لا يُحاسب.

ممرات آمنة رغم الرقابة.


المجاهد الوظيفي لا يسأل من يدعمه… طالما العدو معروف له مسبقًا، حتى وإن تغيرت راياته.


> مثال موثّق:

دور وكالة الاستخبارات الأمريكية (CIA) في دعم "المجاهدين" ضد الاتحاد السوفيتي في الثمانينات، وتحوّل ذلك الدعم لاحقًا إلى بنية تنظيمية خرج منها طالبان والقاعدة – (راجع: The Looming Tower، لورانس رايت).





---


إسرائيل: الواجهة أم الأداة؟


رغم قوتها التكنولوجية والعسكرية، فإن إسرائيل لا تتحرك دائمًا باستقلال.

في كثير من المشاهد:


تُستخدم كمُبرر لسياسات غربية أوسع.

تُترك لتصنع عدوًا مشتركًا.

يتم توظيفها لتبرير عسكرة الإقليم وتهميش مركزية العرب.


> مثال واضح:

تمرير مشاريع الشرق الأوسط الجديد (رايس – 2006) تزامن مع توسع الصراعات الطائفية، وليس بسببها فقط.





---


إثيوبيا: سد في المظهر… وخنق وظيفي في العمق


الصراع على سد النهضة لم يكن صدفة.

دولة حبيسة بلا تمويل ذاتي تُنشيء مشروعًا استراتيجيًا بضخامة غير مبررة، بدعم إسرائيلي وأمريكي مباشر أو غير مباشر.


لماذا؟

لتحويل الضغط من البحر إلى النهر.

من الحدود إلى القلب.

ولتحويل الصراع من "سيادة مصرية" إلى "خلاف فني".


> مصدر:

تقرير مركز ستراتفور 2018 + تغطية BBC عن الدعم الإسرائيلي والتقني المبكر في السد.





---


الدول الوظيفية: هل تحكم أم تُحكم؟


بعض الدول اليوم:

تخوض صراعات لا تملك قرار الخروج منها.

تُضخم إعلاميًا لتأدية دور إقليمي وهمي.

تُمنح مساحة… كي تظل محكومة بالخيوط لا بالسيادة.


النتيجة؟

الجماهير تهتف، والحدود تتحرك، والقرارات تُتخذ من خارج العاصمة.



---


من يُمسك بالخيط؟


الخيوط لا تظهر في النشرات.

السلطة الحقيقية لا تُنتخب.


من يُمسك بالخيوط…

هو من يصيغ الرواية.

ويعيد توزيع الأدوار…

ثم يُخرج الجميع على خشبة مسرح اسمه "الواقع".



---


هل نُقدّس مؤامرة؟

لا.

لكننا لا نعبد الصدفة.



---


المصادر:


The Looming Tower – Lawrence Wright


تقارير Stratfor عن حوض النيل


BBC Investigations on Ethiopian Dam


وثائق الكونغرس عن CIA و"عملية الإعصار" (Operation Cyclone)


RAND Corporation reports on Middle East re-mapping



Comments