هل هناك مؤامرة على مصر؟ من الأطراف الخفية إلى السياسات المكشوفة
في كل أزمة تمر بها مصر، يعود السؤال للواجهة:
"هو في مؤامرة على البلد؟"
تتعدد الإجابات بين مَن يرى الأمر وهمًا ومَن يراه يقينًا، لكن ما بين النفي المطلق والتأكيد الأعمى…
يظل التحليل الموضوعي هو الخيار الأصدق.
المؤامرة... كأداة وليست فكرة عاطفية
عبر التاريخ، لم تكن المؤامرات نادرة.
سايكس – بيكو (1916) كانت اتفاقًا رسميًا بين بريطانيا وفرنسا لتقسيم الشرق الأوسط.
بلفور (1917) كان وعدًا بإقامة وطن قومي لليهود، على حساب شعب آخر.
كلها وثائق مُوقعة، مدروسة، نفّذتها قوى دولية، وليست "نظريات".
الكاتب الأمريكي نعوم تشومسكي، أحد أبرز المفكرين النقديين، يؤكد أن "السياسات الخارجية الغربية تعتمد على التدخل المستمر في العالم الثالث، لضمان مصالحها لا أكثر".
وإذا طبّقنا هذا المنظور على الحالة المصرية، سنجد أن السؤال لم يعد:
"هل هناك مؤامرة؟"
بل:
"لماذا تُستخدم أدوات معينة ضد مصر؟ ومتى؟ ومن المستفيد؟"
---
من تقسيم الدول إلى تفكيك الوعي
بعد فشل محاولات الهيمنة المباشرة، انتقلت القوى الكبرى لأسلوب أكثر فاعلية:
تفكيك الدول من الداخل.
ولأن مصر تمثل "مفتاح التوازن العربي والإفريقي"، وفقًا لتصنيف مؤسسة RAND الأميركية (تقرير 2019)، فكل اضطراب فيها يُحدث صدىً واسعًا في محيطها.
أبرز أدوات ذلك التفكيك:
1. تأجيج الانقسامات الفكرية والسياسية:
دعم حركات الإسلام السياسي رغم تناقضها مع القيم الليبرالية الغربية.
تعزيز "نغمة" القومية الضيقة أو العدمية، لضرب الهوية الوطنية الجامعة.
(مصدر: تقرير مجلس الاستخبارات القومي الأميركي – Global Trends 2030)
2. ضرب الثقة بالمؤسسات:
نشر الشك في الجيش، القضاء، التعليم… عبر حملات إلكترونية مكثفة.
استخدام سلاح الإعلام لإبراز الفشل وتضخيمه، دون سياق أو مقارنة.
3. إغراق الدولة في ضغوط اقتصادية:
شروط قاسية في برامج الإصلاح، تعيد إنتاج التبعية.
(مصدر: دراسات البنك الدولي حول الشرق الأوسط – 2018)
Comments
Post a Comment