مجهول

 أحيانًا تكتشف إنك بطل فيلم عمرك ما اخترت تمثل فيه.


كان دايمًا يحس إن حياته ما هيش حياة عادية… أكتر شبه فيلم طويل. مشهد من هنا، لقطة من هناك، وكأن المخرج قرر يقطع الشرائط القديمة للأفلام ويحطها جوه دماغه.


مرة يلاقي نفسه محبوس في سجن مش بيخلص، مش سجن حيطان وأسوار، لكن سجن جوه نفسه. ومرة يبقى قاعد وسط ناس بيضحكوا، وهو عارف إن نصهم مش موجود أصلاً… مجرد أشباح بتلعب أدوارها.

وفي لحظة تانية يكتشف إن أكتر مؤامرة في الدنيا مش في عالم المخابرات، لكن في قلب الإنسان نفسه.


كان بيتساءل: "هو أنا الوحيد اللي شايف إن العالم ده مسرح؟ ولا كل الناس بتتفرج على نفس الفيلم، بس كل واحد شايف نسخة مختلفة؟"


مع الوقت بدأ يلاحظ حاجة أغرب: إن الوحوش اللي بيخاف منها مش بتظهر بقرون ولا أنياب، لكن بملابس رسمية وبابتسامات ودودة. وإن الأبطال مش بيلبسوا كاب أحمر، لكن بيبانوا في لحظات صمت، في كلمة حق بتتقال، في يد بتتمد وقت الكل بيبعد.


ولما المشاهد اتجمّعت جواه زي قطع بازل، فهم أخيرًا إن الإنسان قادر يبقى الاتنين في نفس اللحظة: أخطر من شيطان، وأجمل من ملاك.

كان اكتشاف مرعب… لكنه مطمئن برضه.

لأن معنى كده إن النهاية عمرها ما بتتكتب غير بإيده هو.


ابتسم وهو بيسمع جواه صوت المخرج بيقول:

"كفاية كده. قَطَع."


Comments